للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سأله لمّا دخل عليه: هل تعرف الزكي المبارك؟ قال: هو من قبيلتنا. وكره أن يزيد على ذلك.

قال أبو هاشم: ولعله نزَّه نفسه عن الغيبة. قلت: بل خشي لسانَه، وكان هَجّاء. وابنه (ابن الزكي) كان قاضي دمشق على عهد صلاح الدين الأيوبي. قال الزيات: وأنا أعرفه، وقد رويت عنه في «الرسالة».

قال الأصمعي: والزيات صاحب «الرسالة» مختلَف في اسمه، قيل أحمد، وقيل عبد الملك. كان في أول أمره يبيع الزيت في أزقّة المنصورة، ثم رحل إلى بغداد ليؤدب بعض أولاد الملوك، وبها نشأ ابنه (ابن الزيّات) وعلا نجمه حتى وَلِيَ الوزارة للمعتصم والواثق، فرحل أبوه إلى مصر وأعرض عن الولايات والأعمال، وهجر «الرسالة»، واعتكف في تكيّة الدراويش التي يقال لها «المجمع اللغوي» (١).

حدثنا أبو عبيدة، قال: أخبرني ابن الأعرابي -قراءةً عليه من كتاب «أسواق الأدب» - أن أسواق الأدب كانت ممتلئة بأرباب الصناعات من الأدباء والعلماء، كالقَطّان واللبّاد والوَرّاق والوَشّاء والشَوّاء والعلاّف والرفّاء والدبّاغ والصبّاغ والعطّار والصبّان واللحّام والقفّال والبَزّاز والبَزّار والسمّان والطحّان والبَيْطار والصوّاف والعقّاد والجَوْهري والإسطرلابي والصابوني والبستاني


(١) توقفت «الرسالة» عن الصدور قبل نشر هذه المقالة بعامين، وصار صاحبها (الزيات) عضواً في المجمع، ثم أعاد إصدار مجلته سنة ١٩٦٣ فلم تكن لها قيمتها الأولى ولم تَعِشْ إلا قليلاً (مجاهد).

<<  <   >  >>