للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محاضراً نظاراً بليغاً، وكانت له حلقة في «جامعة دمشق» يُقرئ فيها (١).

والبارودي منسوب إلى البارود. قال جالينوس: وهو تراب أسود يؤتَى به من جزيرة في بحر الظلمات، فإذا مَسَّتْه النار كان له دويٌّ كأنه صوت الرعد، وهو يوضع في قناة الرمح فينطلق من أعلاها ناراً محرقة، ويقال لها البندقية.

قال الجاحظ في كتاب «الحيوان»: وهذا من أكاذيب الأوّلين ولا يقول به إلا من أخزاه الله وسلبه نعمة العقل، ولو كانت هذه القناة تقذف ناراً لأحرقَتْها هذه النار، وما «البندقية» إلا اللَّوْزينج بلُبّ البندق، وقد أكلتها غيرَ مرة.

قال عمر الحكيم (٢): وهذا كله باطل، و «البندقية» مدينة في بلاد الصين، كثيرة المطر دروبها مغمورة أبداً بالماء، فمن أراد أن يعبر غاص في الماء إلى ركبتيه، وفيها رجل يقال له جَنْدُل (بفتح الجيم وضم الدال) (٣) يحمل الناس على عاتقه لئلا يمسهم الماء، قرأنا ذلك في كتاب الجغرافيا للنظيم الموصلي (٤).

قال أحمد بن أمين: وكان جندل هذا ممدَّحاً، ولمحمد بن وهّاب المغني المخنَّث قصيدة في مدحه غاية في الغَثَاثة والثقل،


(١) الشيخ بهجة البيطار، وكان يدرّس في الجامعة.
(٢) أستاذ الجغرافيا في جامعة دمشق.
(٣) الجَنْدول، القارب الذي يجوب قنوات البندقية (فينيسيا) (مجاهد).
(٤) كان أستاذاً للجغرافيا.

<<  <   >  >>