للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به العربة المنزل وفتح له السائق الباب أخرج كيسه وسأله: كم تريد؟ فيقول له: يا سيدي، هذه العربة لمعاليك. فيتذكر ويقول: طيب. وقد سألته امرأةٌ مرة (وكان يمشي أمام داره): أين دار وزير المعارف يا سيدي؟ فقال لها: ومن هو وزير المعارف الآن؟!

وصديقنا اللغوي العراقي عبد المسيح وزير (١)، وقد دخل مرة غرفة غيرَ غرفته في وزارة الدفاع، وكان من كبار موظفيها، فرأى أثاثها على خلاف ما كان يعهد، فغضب ودعا الفرّاش وقال له: حوِّلْ هذه المنضدة، انقل هذا الهاتف (٢)، اعمل كذا، افعل كذا ... فلما استوت له كما يريد نظر فقال: أهذه غرفتي؟ قال: لا يا?سيدي. فانتقل إلى غرفته!

وكنا نزوره أنا وأنور العطار، فدعا لنا مرة بشاي، وتدفق بالحديث وهو يشرب كأسه، فلما فرغت وضعها وتناول كأس الأستاذ العطار فشربها، ثم ثلّث بكأسي، فلما جاء الفرّاش يأخذ الكؤوس قال: سألتكم بالله، هل تريدون كأساً أخرى؟!

وشيخ الشام ومربي الجيل الشيخ طاهر الجزائري، وقد حدثني الشيخ قاسم القاسمي أنهم احتالوا عليه حتى اشتروا له جبة جديدة وألبسوه إياها، وذهبوا به إلى دُمَّر فجلسوا حول البركة العظيمة في منزل الأمير عمر، وكان في المجلس الشيخ عبد الرزاق البيطار والشيخ جمال الدين القاسمي وجلّة العلماء،


(١) وخُبِّرت أنه وضع كتاباً في ذهول العلماء ولم أرَه، وأشكر أحد تلاميذي في العراق إذا تكرم فأهداه إليّ.
(٢) لا يُعرف التلفون في الشام إلا بالهاتف.

<<  <   >  >>