للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان من قول زيد يوم قدم على النبي، - صلى الله عليه وسلم -: الحمدُ لله الذي أيدنا بك، وعصم لنا ديننا بك، فما رأيتُ أخلاقًا أحسن من أخلاق تدعو إليها، وقد كنتَ أعجب لعقولنا واتباعنا حجرًا نعبده يسقط منا فنظل نطلبه. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: وزيادة أيضًا. يعني بذلك الإيمان أيضًا أكثر.

فلما خرَج زيد من عند النبي، - صلى الله عليه وسلم -، والمدينةُ وَبيَّة قال النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -: إنْ ينجُ زيد من أمّ مِلْدَم (١). قال: فلما انتهى إلى بلده موضع يقال له الفَرْدَة مات هناك - رحمه الله -، فَعَمَدَت امرأته إلى كل ما كان النبي، - صلى الله عليه وسلم -، كتبه له فَخرَّقته (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني ربيعة بن عثمان أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أجاز وفد طيء بخمس أواقي فِضة، وأعطى زيد الخير اثنتي عشرة أوقية وَنشًّا، وهي كانت أرفع ما يجيز به (٣).

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال: كان يقال لبطن زيد الخيل الذي هو منه بنو المُخْتَلِس، وكان لزيد من الولد، مِكْنَف بن زَيْد الخيل وبه كان يُكَنَّى، وقد أسلَم وصَحِب النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وشهد قتال أهل الردة مع خالد بن الوليد وكان له بلاء، وحريث بن زيد الخيل وكان فارسًا وقد صحب النبي، - صلى الله عليه وسلم -، وشهد الرّدةَ مع خالد بن الوليد وكان شاعرًا، وعُروة بن زيد شَهِد القَادِسِيّة، وقُسَّ النّاطِف (٤) ويوم مِهْرَان فأبلَى وقال في ذلك شعرًا. وكان زيد الخيل شاعرًا (٥).

* * *


(١) أم مِلْدَم: اسم من أسماء الحُمَّى (شرح أبي ذر ج ٣ ص ١٦٠).
(٢) ابن هشام السيرة ج ٤ ص ٥٧٧ - ٥٧٨.
(٣) أورده المصنف في وفد طيئ في القسم الخاص بالسيرة.
(٤) الناطف: بالنون والطاء المهملة بعدها فاء: لدى البكري وياقوت والبلاذري في فتوح البلدان ص ٤٠٨، والكلبي في نسب معد ج ١ ص ٢٥٨، وفي الأصل "الناطق" بالقاف. وقس الناطف: موضع بالعراق.
(٥) أورده الكلبي في نسب معد ج ١ ص ٢٥٨.