للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلا إِنْ أَخَذَ مِنَ الْعُمَّالِ، أَوْ أَكَلَ عِنْدَهُمْ بِخِلافِ الْخُلَفَاءِ، ولا إِنْ تَعَصَّبَ، كَالرِّشْوَةِ، وتَلْقِينِ خَصْمٍ.

قوله: (ولا إِن أخذ [من العمال] (١)) كذا فِي سماع سحنون أن قبول الجوائز من العمال المضروب عَلَى أيديهم جرحة. قال ابن رشد: هذا صحيح، ومعناه عندي: إِذَا قبلوا (٢) ذلك من العمال عَلَى الجباية الذين [إنما جعل] (٣) لهم قبض الأموال وتحصيلها دون وضعها فِي وجوهها بالاجتهاد، وأما الأمراء الذين فوض لهم الخليفة أَو خليفته قبض الأموال وصرفها فِي وجوهها باجتهادهم كالحجاج وشبهه من أمراء البلاد الذين فوض إليهم جميع أمورها فجوائزهم كجوائز الخلفاء، فإن صحّ أخذ ابن عمر جوائز الحجاج فهذا وجهه (٤).

وَلَعِبٍ بِنَيْرُوزٍ.

قوله: (وَلَعِبٍ بِنَيْرُوزٍ) الذي لابن عات وظاهره أنّه من الاستغناء يخرج (٥) الرجل بصنيعة النيروز والمهرجان؛ إذ هو من فعل النصارى؛ لقول النبي صلى الله عَلَيْهِ وسلم: من أحبّ قوماً فهو منهم، (٦) ولقوله عَلَيْهِ السلام: " من عمل عملاً ليس عَلَيْهِ أمرنا فليس منا " (٧) انتهى، وقد [ذكر ابن الحاجّ] (٨) فِي المدخل: من بِدع أهل مصر: مضاربتهم بالجلود فِي زمن الحاجوز حتى يتعذر عَلَى الفضلاء سلوك طرقاتها (٩).


(١) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن ٣).
(٢) في الأصل: (قبلوه).
(٣) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن ٢).
(٤) انظر: البيان والتحصيل، لابن رشد: ١٠/ ١٢٣، ١٢٤.
(٥) في (ن ١)، و (ن ٢)، و (ن ٣): (يجرح).
(٦) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير برقم (٢٥١٩) من حديث أبي قرصافة، وهو بلفظ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثم من أحب قوما حشرة الله في زمرتهم ".
(٧) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الاعتصام بالسنة، في ترجمة باب بقوله: باب إذا اجتهد العامل أو الحاكم فأخطأ خلاف الرسول علم فحكمه مردود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "، وانظر: كتاب البيوع، باب النجش، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم (١٧١٨)، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة وردّ محدثات الأمور، ولفظ المؤلف في كلا الحديثين لم أقف عليه.
(٨) في (ن ١): (ذكره ابن الحاجب).
(٩) انظر: المدخل، لابن الحاجّ: ٢/ ٤٩، وليس فيه: (زمن الحاجوز) ولعلها مناسبة مبتدعة كانت عندنا بمصر في ذلك الزمان يفهم ذلك من سياق كلام ابن الحاج.

<<  <  ج: ص:  >  >>