للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المتقدم ظهر لك أن مقصود الشّهَادَة بالذات] (١) إنما هو تصحيح تقديم الحاكم وإيصاء الأب، وأن التصرف والإنفاق دليلان عَلَيْهِمَا، وأما قولنا:

أما الحيازة مَعَ القسامة ... للملك واللوث ترى علامة

فهو جواب عن سؤال مقدر كأنَ قائلاً قال: أغفلتم الحيازة القديمة، وقد ذكرها غير واحد [ورأسهم ابن حبيب عن الأخوين عن مالك، وأغفلتم القسامة وقد ذكرها غير واحد] (٢) كالعبدي وقبله القرافي، فوقع الجواب بأن الحيازة علامة للملك القديم يستدل بها عَلَيْهِ وهي قيد فيه، وأن القسامة علامة للوث إذ هي مسببة عنه، فهما علامتان باعتبارين؛ ولذا استغنى بعضهم بذكر الملك عن الحيازة، وعكس آخرون، وعبّر ابن عبد السلام وغيره باللوث الموجب للقسامة، وأصل المسألة للخمي عن ابن القاسم، وقد أشبعنا (٣) القول فِي هذا كله فِي تكميل التقييد وتحليل التعقيد [الذي وضعنا عَلَى المدونة] (٤).

واعلم أن الأرجوزة العبدوسية مبدوءة بالعدل (٥) بـ: الدال، والقصيدة العزفية مبدوءة بالعزل بـ: الزاي، ولا يصح غير ذلك، يظهر بالتأمل وقوله (٦): (سماع) اسم فعل كنزال ودراك وحذار، مبني عَلَى الكسر (٧)، ولعل المراد بابن جهور (٨) ههنا (٩) عيسى بن إبراهيم بن عبد ربه المذكور فِي الصلة (١٠)، وأما قوله: (وملأ) فحقّه أن يكون ممدوداً، ولا يساعده الوزن، فلو قال وعدم وضده، والأيسر كَانَ أصوب، وأما قوله:


(١) ما بين المعكوفتين زيادة من: (ن ١)، و (ن ٢)، و (ن ٣).
(٢) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن ١).
(٣) تكرر في (ن ١) من قوله: (بعضهم بذكر الملك) إلى قوله (أشبعنا).
(٤) ما بين المعكوفتين زيادة من: (ن ١)، و (ن ٤).
(٥) في (ن ١): (بالعزل).
(٦) في (ن ١)، و (ن ٤): (وقول الراجز).
(٧) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن ١).
(٨) في (ن ٣): (ببابين جمهورها).
(٩) ما بين المعكوفتين ساقط من (ن ١)، وفي (ن ٢): (جوهر ههنا).
(١٠) هو: أبو القاسم، وقيل: أبو إسحاق، عيسى بن إبراهيم بن عبد ربه بن جهور القيسي، الأندلسي، الإشبيلي، من أهل طلبيرة، رحل إلى المشرق، ودخل بغداد ودمشق وناظر الفقهاء، وكان من أهل النبل والذكاء، له مشاركةٌ في الفقه والحديث وأصول الديانات، توفي بإشبيلية سنة (٥٢٧ هـ). انظر ترجمته في: تاريخ دمشق، لابن عساكر: ٤٧/ ٢٨٩، التكملة لكتاب الصلة، للقضاعي: ١/ ١٢٢، بغية الملتمس، للضبي: ٢/ ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>