للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخلاص من هذا الخلاف .. مُحَالٌ هذا، وهو الرءوف بعباده {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة: ١١٥].

إي وربي، إنه لأرأف بعباده من أنفسهم، ولأرحم بهم من أن يَدَعَهُمْ حيارى مختلفين، كل فرقة منهم تفهم الإسلام فهمًا يناقض فَهْمَ الأخرى، وكلهم يَدَّعُونَ أنهم على الحق المبين .. معاذ الله أن يكون هذا.

ولذلك أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أمة الإسلام ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كل هذه الفرق مخطئة، بل ضالة، إلا طائفة واحدة ... فمن هي يا تُرَى هذه الطائفة؟

لا شك أن هذه الفرقة التي استثناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الضلال والنار هي الفرقة الناجية المنصورة التي يجب التزام فهمها، واتباع منهجها.

فما هي هذه الفرقة؟ وما هي أصولها، ومفاهيمها، وصفاتها؟ كيما نتمسك بها، ونسلك سبيلها، فننتصر في الدنيا، كما انتصرت، وننجو في الآخرة، كما نَجَتْ.

(( ...

وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)) (١).

فالنجاة -إذن- تكون باتباع طريق هذه الجماعة، مع حسن النية والقصد، والإخلاص لرب الخلق.

وإذا كان الأمر كذلك؛ فهذه الْوَمَضَاتُ كافية لبيان ثلاثة مسارات:

(الأول:

أن هذا الضابط الملزم، والمنهج القويم لم يُتْرَكْ لاستنباط عقولنا، ونتائج


(١) حسن، رواه الترمذي (٢٦٤١)، وأصحاب السنن، بنحوه.

<<  <   >  >>