للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن هذا التقسيم الشرعي هو باعتبار منزلتها عند الله، ومراتبها في الأجر، ودرجتها في الفضل، وما يترتب على فعلها وتركها من أجر أو وزر، ومن حيث الأهم والمهم، ومن حيث التدرج في الدعوة والعمل، لا من حيث التفريق، والتبعيض، والاستهزاء، واللامبالاة، وإهمال بعضها، والعمل بالأخرى، بمثل تلك الدعاوى، رغم القدرة والاستطاعة.

قال ابن القيم طَيَّبَ الله ثراه (١):

((فَإِنْ نجا -أي: العبد- منها -أي: من عقبات الشيطان- بفقه في الأعمال، ومراقبتها عند الله، ومنازلها في الفضل، ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين عاليها وسافلها (٢)، ومفضولها وفاضلها، ورئيسها ومرؤوسها، وسيدها ومسودها، فإن في الأعمال والأقوال سيدًّا ومسودًا، ورئيسًا ومرؤوسًا، وذروة وما دونها)).

ثم ذَكَرَ أَدِلَّةَ ذلك -ثم قال-: ((ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل الصدق من أولي العلم، السائرين على جَادَّةِ التوفيق، قد أنزلوا الأعمال منازلها، وأعطوا كل ذي حق حقه)).

فَرْقٌ مَا بَيْنَ الْإِيمَانِ بِالشَّرَائِعِ وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهَا:

كذلك ينبغي التنبه إلى أن وجوب الإيمان بكافة شرائع الإسلام، والأخذ بها كافة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: ٢٠٨]، وأنها كلها من الإيمان: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة)) ... شيء ... والسعي نحو


(١) مدارج السالكين (١/ ٢٢٥).
(٢) أي: أدناها.

<<  <   >  >>