للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحكم الفصل]

عندما يتأمل المنصف الذي يُحَكِّمُ شَرْعَهُ لا عقله، وَسَلَفَهُ لا فكره، وَدِينَهُ لا رجاله، ومنهج الاتباع والتأسي، لا منهج السياسة والظروف، يجد أن السلف -رضوان الله عليهم- كانوا يتمسكون بالإسلام جَمِيعِهِ، ويعملون بشريعته وأحكامه كافة، من غير تفريق، ولا تفريط، فكانوا يجمعون بين العلم، والعمل، والجهاد، والعبادة، والدعوة، والقيادة، والواجب، والمندوب، والزهد، والإعمار، ومناصحة الحكام، وعدم إهمال شيء من شريعة القرآن، ولكن بتعاون مثمر، وبترتيب معين، وتدريج معتبر، تحت ظل الشريعة وتعاليمها، لا أن تكون الشريعة خاضعة للأحوال والظروف.

فتدبر هذا، فهو دقيق.

صُوَرٌ مِنَ التَّعَاوُنِ الْمُثْمِرِ:

ففي الوقت الذي كان فيه أبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، يفتحون مصر، والشام، والعراق، كان أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، يسوسون الناس، ويفتونهم، ويربونهم، وكان أبو هريرة، وأنس، وعائشة، يحفظون الحديث، ويروونه، وكان أبو ذر، وأبو الدرداء، [وغيرهم]، يعظون

<<  <   >  >>