للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((تقوى الله، وحسن الخلق)).

وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال:

((الفم والفرج)) (١).

وقال عليه الصلاة والسلام: ((أفضل المؤمنين أحسنهم خلقًا)) (٢).

فانظر -يا عبد الله- كم لحسن الخلق من أجر عظيم، وفضل كبير عند الله سبحانه، رغم أنه أقل الأعمال كلفة، وأيسرها مؤنة.

[ثمار حسن الخلق]

إننا إذا أدركنا السبيل إلى حسن الخلق، واستطعنا نقله إلى الممارسة العملية، والساحة الواقعية، وذلك بالتزامه، والتناصح الصادق فيه، حتى ينتشر بين الناس، فإذا انتشر، انتشر معه صفاء القلوب، وطيب الكلام، وبشاشة الوجوه، وصدق المعاملة.

فَأَنْعِمْ -وقتئذ- بخير عَمِيم، ومجتمع كريم .. وَأَبْشِرْ -حينئذ- بحب صادق، وتعاون مثمر، وعندئذ يسود الوئام، وتسمو النفوس، وتعلو الهمم، وتنعدم المخاصمات، فيطيب العيش بينهم، ويسري التسامح والإخاء في معاملاتهم، فينقلب الخوف أمنًا، والريبة طمأنينة، والقلق استقرارًا، فيأمن الناس على أنفسهم، وأهليهم، وأموالهم، فخليق -بعد ذلك- هذا المجتمع بحفظ الله، وتأييده، ورعايته، وتمكينه؛ ولهذا كان الدين حسنَ الخلق.


(١) الترمذي (٤/ ٣٦٣)، وغيره، وقال الترمذي: صحيح غريب. وصححه شيخنا في السلسلة (٩٩٧).
(٢) ابن ماجه (٢ - ١٤٢٣)، والبيهقي في الزهد (رقم ٤٥٦)، والحاكم (٣/ ٦٢٦)، والطبراني في الكبير (١٧ رقم ١٠٥)، وصححه شيخنا في صحيح الجامع (١١٢٨).

<<  <   >  >>