للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأحكامه، وتحكيم شرعه، والتصديق بأنبيائه، والإيمان بصفاته وأفعاله التي أخبر بها في كتابه، وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، إثباتًا من غير تشبيه، وتنزيهًا من غير تعطيل.

وإن الذين لا تعنيهم أسماء الله وصفاته، لم يفهموا التوحيد، ولم يدركوا الإسلام، ولم يتدبروا القرآن، إذ ما من سورة، بل ما من صفحة من كتاب الله إلا وفيها ذِكْرٌ لأسماء الله وصفاته، ودعوة للإيمان بها، والعمل بمقتضاها.

صور من الكفر المَنْسي:

ألم يكفر النصارى لأنهم وصفوا الله بما لم يصف به نفسه، أو رسله؟

ألم يكفر اليهود لأنهم وصفوا الله بما لم يصف به نفسه أو رسله؟

قال سَيِّدٌ: ((وكذلك حكى القرآن الكثير عن انحرافهم، وسوء تصورهم لله سبحانه، وشركهم، ووثنيتهم:

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: ٣٠].

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: ٦٤])) (١).

فهذا حُكْمُ من اعتقد أن لله يدًا، ولكنها مغلولة .. فما حكم الذين قالوا يَدُ الله معدومة؟ !

أليس مِنْ كُفْرِ قريش أن جعلوا له ما لم يجعل لنفسه سبحانه:


(١) خصائص التصور الإسلامي.

<<  <   >  >>