للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

o الحديث الأول:

عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يتخلف من بعدهم خَلْفٌ تسبق شهادةُ أحدهم يمينه، ويمينه شهادتَه)) (١).

وهذه الخيرية ليست في جزء دون جزء، وليست في أمر دون أمر، بل هي عامة شاملة.

فالصحابة -رضوان الله عليهم- خير ممن جاء بعدهم على الإطلاق، في عقيدتهم، وإيمانهم، وصلاتهم، وجهادهم، ودعوتهم، وأصولهم، وقواعدهم، وأخلاقهم.

وهم أقوم الناس في طرق تمكينهم، وعملهم بالسنة، وموقفهم من البدع وأهلها، وموقفهم من السياسة والحكام، ومن زعم غير ذلك فَقَدْ كَذَّبَ اللهَ ورسولَهُ - صلى الله عليه وسلم -، ومن استثنى من ذلك جزءًا فعليه الدليل، وأنى له ذلك! !

ولا شك أن كثيرًا من الناس يُقِرُّونَ بذلك بلسان مقالهم، ولكن لا يلتزمون به في أعمالهم وأفكارهم.

فهل تربية الناس على السياسة من سبيلهم؟ !

وهل تعليق الناس بالأحداث -التي لا يُقَدِّمُ مَوْقِفُهُمْ فيها شيئًا، ولا يُؤَخِّرُ- من سبيلهم؟

وهل إنكارُ ما كانوا عليه من أصول، وقواعدَ إقرارٌ لهم بالخيرية التي شَهِدَ لهم بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبى بعضنا أن يشهد لهم بها من سبيلهم؟ !


(١) أخرجه البخاري (٣/ ١٥١)، ومسلم (٤/ ١٩٦٣)، وغيرهما.

<<  <   >  >>