للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: بـ ((أين الله؟ ))

قلت: أليس هذا سؤالًا سأله سيدنا، وحبيبنا، وإمامنا، وزعيمكم، وزعيمنا -على تعبير بعض إخواننا- وَمَنْ أُمِرْنَا باتِّبَاعِهِ؟

قال: باختصار، أيُّ شيء يضرنا في قيام الدولة الإسلامية إِنْ كان الله فوق أو تحت؟ ! المهم قيام الدولة ...

فَبُهِتُّ ... ثم قلت: وأي شيء يضرنا إن كان لله ولد، أو ليس له ولد؟ ! المهم قيام الدولة.

فَبُهِتَ ... وانصرفنا ...

وبعد فترة من الزمن لَقِيتُهُ ..

فقلت له: لَمْ تخبرني عن عقيدتك في العرش، أهو في السماء، أم في الأرض؟

قال: بل في السماء.

قلت: العرش خالق أم مخلوق؟

قال غاضبًا: سبحان الله، إني مُسْلِمٌ .. العرش مخلوق ...

قلت: هل الخالق فوق المخلوق، أم المخلوق فوق الخالق؟

فَبُهِتَ .. وانصرف ...

وحتى نجيب عن تلك التساؤلات، نبين النقطة الثانية، وهي:

[ما هو التوحيد؟]

ليس التوحيد كلمة تُقَالُ، ولا شهادة -بلا معنى- تُرَدَّدُ، ولا عقيدة ساكنة في الصدر تُعْتَقَدُ، ولا عاطفة إيمانية تلتهب، ولا جزئيات تُبحث، أو خلافات في الفروع تُثار.

إنه الإيمان بالله وحده، والخضوع له، والتسليم بأخباره، والعمل

<<  <   >  >>