للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زُبْدَةُ الْكَلَامِ:

هل هذه الجماهير المسلمة التي تلهث وراء بعض الجماعات، أو تلهث بعض الجماعات وراءها، هل تَرَبَّتْ على التوحيد الذي أراده الله! أم هي غثاء كغثاء السيل؟

هل هذه الجماهير المسلمة التي تَفِرُّ عند تلويح العصا .. هل هي جماهير تَرَبَّتْ على الصبر والابتلاء؟

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: ٢].

هل هذه الجماهير المسلمة التي تُباع وتُشترى بالدرهم والدينار .. هل تَرَبَّتْ على الولاء والبراء لله ولرسوله وللمؤمنين؟

أم صَدَقَ فيها قول الحبيب - صلى الله عليه وسلم -:

((تَعِسَ عَبْدُ الدرهم، تعس عبد الدينار)) (١)؟

هل هذه الجماهير التي تقف أحيانًا لانتخاب من هب ودب، أو للوقوف في وجه الشريعة وأحكامها .. هل هي جماهير فَهِمَتْ لا إله إلا الله نفيًا وإثباتًا، إيمانًا وعملًا؟ !

أم هي كالببغاء تردد ما لا تفهم .. وكالحمار يحمل أسفارًا؟ !

هل هذه الجماهير حَقَّقَتْ شَرْطَ التمكين في قوله تعالى: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: ١٤].

هل حققت شرط الله، فخافت مقامه، وخافت وعيده، حتى يحقق لها الله ما وعدها به من الإسكان؟ !

هل هذه الجماهير التي نَعْقِدُ عليها الآمال .. ونتطلع


(١) البخاري (رقم ٢٨٨٦).

<<  <   >  >>