للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

o الحديث الثاني:

عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال:

((وَعَظَنَا رسول الله مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رجل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فأوصنا، قال: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الراشدين الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ من بعدي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)) (١).

ذرفت: دمعت.

وَجِلَتْ: خافت.

وإن عبدًا حبشيًّا: وإن كان أميركم عبدًا، غيرَ حُرٍّ، لا حَسَبَ له ولا نسب .. حبشيًّا: غير عربي، إذ المهم القيام بأمر الله، والحكم به، وليس المهم أن يكون عربيًّا، ذا نَسَبٍ وَحَسَبٍ.

عَضُّوا عليها بالنواجذ: بالأضراس، وهو كناية عن شدة التمسك، والأخذ، وعدم الإهمال.

فإنه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا: تشخيص لمرض هذه الأمة من طبيب صادق، وخبير حاذق - صلى الله عليه وسلم -.

فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء: أي: لا دواء لهذا الاختلاف، ولا سبيل للنجاة منه إلا بالتمسك بالسننِ، وسبيلِ الصحابة رضوان الله عليهم.


(١) حديث صحيح أخرجه أبو داود (٧/ ٤٦)، والترمذي (٢٦٧٦)، وأحمد (٤/ ١٢٦)، وغيرهم، وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٢٥٤٩).

<<  <   >  >>