للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن التوحيد الذي يجب أن ندعو إليه هو: ((أن يُعبد الله وحده، لا يُشرك به شيء، وعلى أن يعبد بما شرعه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وهذان هما حقيقة قولنا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

فالإله: الذي تألهه القلوب عبادة، واستعانة، ومحبة، وتعظيمًا، وخوفًا، ورجاءً، وإجلالًا، وإكرامًا، والله - عز وجل - له حق لا يشركه فيه غيره، فلا يُعبد إلا الله، ولا يُدْعَى إلا الله، ولا يُخاف إلا الله، ولا يُطاع إلا الله)) (١).

وبالتالي فإن ثمرة التوحيد: ((إسلام العباد لرب العباد، وإخراجهم من سلطان العباد في حاكميتهم، وشرائعهم، وقيمهم، وتقاليدهم، إلى سلطان الله، وحاكميته، وشريعته وحده، في كل شأن من شئون الحياة)) (٢).

هذا هو التوحيد الذي ندعو إليه، وهذا هو التوحيد الذي يجب أن يُبدأ به، وهذا هو الذي يجب أن يُرَبَّى الناسُ عليه.

وعلى هذا؛ فليتق الله أولئك الذين يتهمون دعاة التوحيد بغير علم، ولا تَرَيُّثٍ، وليعلموا أن الأمر لا يُؤْخَذُ من تَصَرُّفِ فَرْدٍ، أو خطأ آخر.

[أثر التوحيد]

ولا يخفى على عاقل ما لهذا التوحيد الخالص الذي ندعو إليه من أثر في تربية الناس، وتنشئتهم.


(١) الفتاوى (١/ ٢٦٥)، لشيخ الإسلام، طيب الله ثراه، وجعل الجنة مأواه.
(٢) معالم في الطريق (٤٦).

<<  <   >  >>