الأولى: أن معظم المسلمين المعاصرين لا يفهمون معنى لا إله إلا الله على حقيقتها، بل معظمهم يفهمها على معنى توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون.
قال تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[لقمان: ٢٥].
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
((وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله، وأن الله رَبُّ كل شيء ومليكه، كما كان عُبَّادُ الأصنام مُقِرِّينَ بذلك، وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن -من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال، والأعمال، والمنع، والعطاء، والحب، والبغض- ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها، وَمَنْ عَرَفَ هذا عَرَفَ قَوْلَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله حَرَّمَ على النار مَنْ قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"، وقوله:"لا يدخل النار من قال: لا إله إلا الله")) (١).
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
(١) مدارج السالكين (١/ ٣٣٠)، والحديث في الصحيحين عن عتبان بن مالك.