للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ حِكْمَةِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ وُجُودُ الطَّائِفَةِ الْمَنْصُورَةِ:

بهذه الضوابط التي ذُكِرَتْ، وبغيرها من الضوابط، والأسس، والأصول، والقواعد، التي ستذكر في هذا الكتاب، وفي غيره إن شاء الله تعالى، تُعْرَفُ الطائفة المنصورة ... وإذا عُرِفَتِ الطائفة المنصورة كان ما عداها غير منصور، ولا ناجٍ، وذلك بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - الذي مَرَّ معنا ..

ومن حكمة الله تعالى اللطيفة، ورحمته العظيمة: أنه لَمَّا عَلِمَ أَنْ سيكون في هذه الآية خلافات؛ جَعَلَ لهم قاضيًا، وحَكَمًا، يُنهي خلافاتهم، ويَقضي على تفرقهم، ألا وهو أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما جعل الإسلام من قبل حكمًا وقاضيًا ومهيمنًا على الأديان كافة.

ثم ههنا أَمْرٌ دقيق ينبغي أن يدركه كُلُّ لَبِيبٍ، وهو: إِنْ لم نحكمهم في خلافاتنا، وهم حَوَارِيُّو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد نزل القرآن بلغتهم، ورأوا سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِأُمِّ أعينهم، وزكاهم الله في كتابه، ورضي عنهم .. إِنْ لم نحكم هؤلاء في خلافاتنا فَمَنْ نُحَكِّمُ؟ !

أليس فينا رجل رشيد؟ ! !

[خلاصة أصل الأصول]

مما سبق يتبين:

أن أصل الأصول في دين الإسلام بعد الكتاب والسنة هو التزام منهج الصحابة، ومن تبعهم بإحسان في الفهم والسلوك.

وبهذا يُضْبَطُ الفهم، ويزول كثير من الخلاف، فتتوحد الأمة، وتنجو

<<  <   >  >>