للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وألوانهم، وصورهم,! أم رضي عنهم لعقيدتهم، ومنهجهم، وأخلاقهم، وأعمالهم؟

وإذن لا يرضى الله إلا عمن تَشَبَّهَ بهم، واقتدى بفعالهم، وهذا هو معنى قوله تعالى: {اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: ١١٥].

قال ابن كثير عند هذه الآية:

((فيا ويل من أبغضهم، أو سَبَّهُمْ، أو أبغض أو سَبَّ بَعْضَهُمْ ... فإنَّ الطائفة المخذولة من الرافضة يُعَادُونَ أفضلَ الصحابة، ويسبونهم ... عياذًا بالله من ذلك ... وأما أهل السنة فَيَسُبُّونَ مَنْ سَبَّ اللهَ ورسوله ... وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدعون، وهؤلاء هُمْ حزب الله المفلحون)).

((مسكين يا ابن كثير ... أتريد أن تفرق بين المسلمين؟ )) (١)

ثم ... تقول هذا في زمانك زمن أهل السنة! ! ! فكيف لو رأيت أهل زماننا ... أهلَ دعوى توحيد أمة الإسلام، ولو على حساب العقيدة والإيمان، وهم لا يعلمون علمًا، ولا يهتدون سبيلًا ..

فهل الذين قالوا: ((مذهب السلف أَسْلَمُ، ومذهبنا أعلم وأحكم)) اتبعوهم بإحسان؟ !

وهل الذين ابتدعوا طرقًا للوصول للحكم، أو طرقًا أُخرى للحكم نفسه غير طريقهم اتبعوهم بإحسان؟ !


(١) ما كان بين قوسين فهو من حكاية كلام الغير، وناقل الكفر ليس بكافر، والقرآن الكريم والسنة النبوية فيهما من ذلك الكثير، وهو أسلوب معروف في اللغة العربية، لا يدركه كثير من الناس، وبخاصة أصحاب الأغراض، قال تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا} [سبأ: ٢٥]. فمتى أجرم الأنبياء حتى يقال هذا؟ ولكنه من باب الفرض والتنزل، وسيمر معك من هذا كثير، فكن على ذكر من ذلك.

<<  <   >  >>