للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَيِ: الْمُقَصِّرِينَ وَالْغُلَاةِ- لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ)) (١).

فتأمل قوله: ((فارضَ لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم)).

يعني: أَلَا ترضى بعقيدة أبي بكر وعمر؟ ! .. ألا ترضى بعلم أبي بكر وعمر؟ ! .. ألا ترضى بمنهج أبي بكر وعمر؟ !

وَتَدَبَّرْ قوله: ((وببصر نافذ قد كفوا)).

أي: إنما كفوا عن بحث كثير من المسائل عن علم وبصيرة، لا عن جهل وغباوة، فلا تبحث ما لم يبحثوا من المسائل التي لا يترتب عليها عقيدة، أو عمل، فتكون من الغلاة المتنطعين.

((لَكِنْ هل هناك عقلاءُ بعد هذه النصوص والآثار يُعْرِضُونَ عن طريق الصحابة والسلف! ! ! ... )).

نعم، هناك فِرَقٌ قديمة، وجماعات معاصرة، مُعْرِضَةٌ عن هدي الصحابة والسلف، في العقيدة، والمنهج، والسلوك.

((هذا غريب جدًّا ... لكن ما هي حجتهم؟ ))

قبل أن نذكر حجتهم، لا بد أن تعلم أن حجتهم باطلة، مهما كانت، ومهما زُيِّنَتْ ... ومصيرهم الضلال في الدنيا، والعذاب في الآخرة ... مهما حَسُنَتْ نياتهم، وبذلوا من جهدهم؛ لأن حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((كلها في النار)) لِمَنْ خالف لَا يُرَدُّ وَلَا يُرَاجَعُ ... وإذا ما قُبِلَتْ حُجَّتُهُمْ فَسَتُقْبَلُ حُجَّةُ كُلِّ مخالف ... وَحُجَّتُهُمُ: المصلحة .. التزيين .. الظروف .....


(١) الاعتصام (١/ ٥٠).

<<  <   >  >>