للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مندوب .. قبل الدعوة إلى الأصول العظيمة؛ كالتوحيد، والسمع والطاعة، والأخلاق، وتصفية هذا الدين مِمَّا لحق به، وتطهير قلوب المسلمين مما عَلَقَ بها.

وطرف يفرقون في الدين .. فيؤمنون ببعض، ويكفرون ببعض .. ويعملون ببعض، ويُعرضون عن بعض .. ويستهزئون ببعض .. حسب الظروف، وحسب الأهواء، وحسب ما يظنونه مصالحَ.

وفي كِلَا الطرفين غُلُوٌّ وتقصير ..

ومنهم من أشغل نفسه بالخلافات الفقهية، والمسائل التفصيلية، ومنها خلافات معتبرة، أو مسائل لا حاجة لنا بها، أَشْغَلَ نَفْسَهُ بها عن دعوة الناس وتربيتهم، بل ربما كانت دعوته مُنْصَبَّةً في هذا، فهي شُغْلُهُ الشاغل، وَدَيْدَنُهُ الدائم ..

وسأل أَحَدُهُمْ فقال: إمامنا ينزل في سجوده على يديه، ونحن ننزل على رُكَبِنَا، فَمَنْ صلاته صحيحة؟ وهل تصح صلاتنا خلفه؟

وهذا غاية في العجب أن لا يعرف المسلمون فِقْهَ دينهم! !

ومنهم من يدعو إلى الله، وهو لا يعمل بكثير من شرائع الله! !

يظن أن الدين قول بلا عمل، وفكر بلا اتباع! !

والوسط الصواب: البدء بالأهم [فالمهم]، في الدعوة، والعمل، وتربية الناشئة على التوحيد، والتأصيل، والتقعيد، والأخلاق، ثم ... ثم ... وهكذا ... حتى يتم العمل بشريعة الإسلام حسب القدرة والاستجابة، كما هو واضح من حديث معاذ

<<  <   >  >>