للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما أهل زماننا ... وما أدراك ما أهل زماننا! !

فترى معظم المسلمين -وربما يكون بعضهم من المشايخ، والدعاة، والمتدينين- سيماهم العبوس، وخلقهم التكبر والاحتقار، وشيمتهم الفظاظة وسوء الخلق، وخليقتهم التعنت وسوء الظن.

ويا ويل من ابتسم في درسه، أو ألقى دعابة في حلقته، أو راجعه في حكم، أو ناقشه في فتوى وعلم ... وكأن ديننا دين العبوس، والتكبر على الخلق! !

ولقد شهدت بعض المجالس التي يُطْرَدُ منها الشاب اللطيف لمجرد مراجعة أبداها، أو ابتسامة أظهرها، أو فكاهة ألقاها.

فصلى الله وسلم على أسوتنا، وحبيبنا، وسيدنا، القائل:

((إنما أنا رحمة مهداة)) (١).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين)) (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بعثني الله مبلغًا، ولم يبعثني مُتَعَنِّتًا)) (٣).

فبأبي وأمي وروحي أنت .. ما أحسنك معلمًا! وما أروعك مُرَبِّيًا!

صلى الله وسلم عليك ما رحم راحم، وتعنت متعنت.


(١) أخرجه ابن سعد (١ - ١٩٢) وغيره وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٢٥٣١).
(٢) أحمد (٣/ ٢٣٩) وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٢٣٥٠).
(٣) الترمذي (٥/ ٤٢٣) وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٢٣٥١).

<<  <   >  >>