وبناء عليه: فإن للعلماء في معنى الآية، وما يستفاد منها مذاهب: منها ما هو باطل، ومنها ما هو صحيح، ومنها ما هو دون ذلك.
[أما المذهب الباطل]
فهو زعم بعضهم: أن هذه الآية {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} منعت النبي - صلى الله عليه وسلم - من القنوت فصار منسوخاً، وهذا زعم مردود بما ذكرنا من الأحاديث التي تثبت قنوته - صلى الله عليه وسلم - بعد نزولها، وبفعل الصحابة - رضي الله عنهم - من استمرارهم في القنوت بعد نزول هذه الآية سبق الرد عليهم، مما يغني عن إعادة ذكره.
ومن أهمّها: دعاؤه على قتلة القراء في بئر معونة، وكانت بعد أحد، فلا وجه -إذن- لادّعاء النسخ، وقد تأخر المنسوخ عن الناسخ.