فإن معظم الخلافات الواقعة في هذا الأمر، هي خلافات معتبرة، فيها راجح ومرجوح، مادام أصحابها متفقين في الأصول، اللهم إلا أن تقوم حجة بينة على بطلان رأي، أو حكم، أو فتوى، مخالِفة مخالَفةً صريحة للكتاب والسنة، فلا يعتبر -والحال هذه- خلافاً معتبراً.
والمقصود من هذا، أن هذه المسائل، ليس فيها ولاء وبراء، وهجران وقطيعة، وتفرق واختلاف، وقيل وقال، كما يفعل كثير من الشباب، هدانا الله وإياهم سواء الصراط.
ربّنا تقبل منا إنك أنت العليم الحكيم، واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، واجعلنا على سبيل السلف سائرين، وبأخلاقهم متمسّكين، وبأدب الخلاف ملتزمين، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.