للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقوله في الرواية الأولى: "وذلك بدء القنوت" وقوله في الرواية الثانية: "شهراً حين قتل القراء" فيه دلالة واضحة على مشروعيته في مثل هذا المقام، فهو سنة مستحبة، وشعيرة ماضية، مادام على وجه الأرض كفر وإيمان، وعدل وطغيان، ومصائب وأحزان.

وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوبه، منهم يحيى بن سعيد، (١) فقد كان يقول رحمه الله: "يجب الدعاء إذا دخلت الجيوش في بلاد العدو، يعني: القنوت" (٢)، ولعل دليلهم: أنه أقل ما يجب أن يقدمه المسلمون لإخوانهم، وهو أضعف الولاء للمؤمنين، إن لم يستطيعوا غيره، وجوب الدعاء بعامة، والله أعلم.

[وأما مشروعيته في مصالح المسلمين]

فكالدعاء لقوم مؤمنين هم في محنة، أو لهداية قوم آخرين، أو الدعاء على أعداء الإسلام، إلى غير ذلك مما فيه دفع مفسدة، أو جلب مصلحة عامة.


(١) قال الذهبي: هـ
(٢) الاستذكار (٦ - ٢٠٢).

<<  <   >  >>