من المعلوم عند كل متبع -ويجب أن يكون كل مسلم متبعاً- أن السنة إذا صحت وثبتت فلا يعدلها شيء، ولا يجوز أن يُعدل بها شيء.
ولا يعطلها معطل، ولا يقويها كثرة العاملين، ولا يضعفها قلة الفاعلين, وبخاصة إذا عمل بها بعض أهل العلم، فلا يلتفت حينئذ إلى من خالفهم.
وإنما نذكر مذاهب العلماء لزيادة البيان والاستئناس، وهو مذهب العلماء في التأليف، ولدفع بعض الشبه وتذكير من أراد الحق والاتباع، وإعانته للعمل بالدليل والسنة لا بالتعصب والتقليد.
وقد أطبقت الأمة بمذاهبها المختلفة على فعل هذه السنة إلاّ بعض أهل العلم، ممن أشكل عليهم الأمر، وسنزيل بإذن الله إشكالهم.