ودعاء المسلمين بعضهم لبعضهم أقل ما يمكن للمسلم فعله لأداء حق الأخوة، وتحقيق مبدأ الولاء، ولإسقاط واجب العون، وهو أضعف النصرة.
هكذا مضت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمل سلف هذه الأمة، يقنت بعضهم لبعض، دون تخصيص ذلك ببلد دون بلد، ولا بشعب دون شعب، ولا بمن هم داخل الحدود المحدثة دون خارجها، فأمّة الإسلام لا تعرف هذا البتة، ولذلك كان قنوت الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمسلمين أينما كانوا، وعلى الكافرين أينما حلّوا، فقد قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للقرّاء، وقد قتلوا خارج حدود بلده المدينة، وقنت يدعو على كفار قريش، وهم دولة أخرى، وقنت يستنصر للمسلمين المستضعفين بمكة، وهم خارج دولته.
وإذا كان من سنة القنوت الدعاء للمسلمين المستضعفين، والدعاء على الكافرين المحاربين، فالكافرون المحاربون، والمسلمون المستضعفون، يكونون دائماً خارج سيطرة الدولة المسلمة حقاً.
وعدم الأخذ بهذا العموم فيه تعطيل لشعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، وإبطال لسنة القنوت النبوية.