للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما دخول السموات والأرض، والنجوم، والجبال، والشجر، والدواب؛ فلأنهم يسجدون سجوداً حقيقياً طوعياً، ولكنه مجهول الكيفية عندنا، كقوله تعالى: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: ٤١].

وقوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: ٦].

وقوله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ: ١٠].

فالتأويب والسجود والتسبيح حقائق لا مجاز فيها، فلا حاجة لليّ أعناق النصوص، وللتأويل المتكلّف، والله أعلم بحقيقته وكيفيته.

ويوضح هذا قوله تعالى:

{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١].

أي: إما أن تعملا بالسنن والنواميس والأوامر طواعية ورغبة، وإما أن تُكرها على ذلك كرهاً، ولا بدّ لكما من ذلك، ولا مفرّ، فاختارا ما تريان، واتّبعا ما تشاءان.

فكانتا أعقل من كثير من البشر إذ اختارتا الطاعة رضاً.

<<  <   >  >>