للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثانية: يأخذون الأحكام من النصوص، مستعينين على فهمها بفهم الأئمة، فمحورهم النصوص، وطريقهم إليها علماء الأمة.

وهذا وسط بين من يتمسك بالنصوص متخلياً عن أئمته، معتمداً على فهم نفسه، وهذه طريقة الخوارج والمعتزلة وغيرهم، وبين من يجعل الأئمة محوره، منزلاً كلامهم منزلة النصوص! يدور حولها ويستنبط منها، بل إن بعضهم ليقدّمها على النصوص! وقد يحتج بعضهم بها في مواجهة النصوص، وهذه طريقة المتعصبة، والصوفية الغالية، والرافضة، الذين يقدمون أقوال أئمتهم على كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

الثالث: الأصل عند أهل الحديث الجمع بين النصوص، لا قبول بعض ورد بعض، فتراهم يسعون جاهدين للتوفيق بين النصوص، والأخذ بها جميعاً، في الوقت الذي يرى البصير كيف يجتال التعصب والتفلت أهله، فيأخذون من النصوص ما يوافق كلام أئمتهم، ضاربين بالنصوص عرض الحائط، وهذا غير موجود في أهل الحديث، الذين ليس لهم إمام متبوع في كل شيء إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <   >  >>