ولما في هذه الرواية من عبر، أسوقها للفائدة، نفعنا الله والمسلمين بها وبغيرها من سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسيرة صحبه الكرام.
قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم وعفان المعنى قالا: حدثنا سليمان عن ثابت قال: كنا عند أنس بن مالك، فكتب كتاباً بين أهله، فقال: اشهدوا يا معشر القراء، قال ثابت: فكأني كرهت ذلك، فقلت: يا أبا حمزة لو سميتهم بأسمائهم، قال: وما بأس أن أقول لكم قراء، أفلا أحدثكم عن إخوانكم الذين كنا نسميهم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القراء، فذكر أنهم كانوا سبعين، فكانوا إذا جاءهم الليل انطلقوا إلى معلم لهم بالمدينة، فيدرسون الليل حتى يصبحوا، فإذا أصبحوا؛ فمن كانت له قوة، استعذب من الماء، وأصاب من الحطب، ومن كانت عنده سعة اجتمعوا، فاشتروا الشاة وأصلحوها، فيصبح ذلك معلقاً بحجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أصيب خبيب، بعثهم - صلى الله عليه وسلم - فأتوا على حي من بني سُليم، وفيهم خالي حرام، فقال حرام لأميرهم: دعني فأخبر هؤلاء إنا لسنا إياهم نريد، حتى يخلوا وجهنا، -وقال عفان: فيخلون وجهنا- فقال لهم حرام: إنا لسنا إياكم نريد،