للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصره. استشرفت إلى خطبه الرّائقة، وآدابه الفائقة متون المنابر، ونطقت ببراعته وجزالة خطباته ألسنة الأقلام وأفواه المحابر. وكان منذ نشأ بعين الجلالة منظورا، وفي ديوان أشغال السّادة مذكورا. تفرّد بتقييد العلم وتفرّغ له، وحمله عن الرّجال الجلّة الكملة، وطار ذكره في الآفاق ورأى في دنياه (ما) (١) أمّله. وكان مع هذه المفاخر شاعرا مطبوعا.

ومن شعره يمدح أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي: [كامل]

طاوع فطوع يمينك المقدور … واسلم فأنت النّاصر المنصور

واضرب بسيفك حيث شئت من العدى … إنّ القضاء حسابك المسطور

وردت لكم بشرى النّبيّ فصرّحت … أعجاز تصديق به وصدور

ومنها:

وأعدتم الدّين الحنيف لبدئه … فكأنّ خيركم له تصدير

سائل عن الأعراب معرفة الظّبا … يخبرك منها شاهد وخبير

ومنها:

جلبوا الجياد الجرد كي تحميهم … فغدت بهم للحين وهي قبور

أهديتم سمر الرّماح رسالة … وأتاهم بالمرهفات نذير

فكأنّ هامهم غمود للظّبا … عند اللّقاء وللسّهام ضبير (٢) /

ومنها:

كانوا بجنّة طاعة فغدت لهم … من محرز التّضييع وهي سعير

عاطاهم حبل الغرور فأصبحوا … صرعى وسلك نظامهم منثور

وغدا وخطّار القناة لهامه … جسم وناشرة السّنان سرير

فمقامه يذكي تباريح العدى … وعنانه لمسيئهم تحذير


(١) زيادة ليستقيم السياق.
(٢) في أصلي الفقيه بو خبزة، والاستاذ بنتاويت: حفير.

<<  <   >  >>