تعميم الاستفادة من هذا النص والعمل على تحقيقه ونشره. ولطالما أوقفت هذه الموانع المحاولات الكثيرة التي قام بها العديد من الأساتذة في المغرب وغيره لتحقيق هذا النص وتخريجه.
إلا أن إرادة الله في إخراج هذا النص وإحيائه وتيسير سبل نشره والاستفادة منه، قد آذنت فيه بالعمل لهذا العبد الضعيف ليقتحم مغالقه، وقربت إليه من الأسباب الإلهية والعلية ليتجاوز موانعه، وهيأت له من فضل الله كل الظروف من وقت وعلم وصحة لتكبر بجانبها آمال النجاح في بعث هذا الكتاب وإجراء قراءته.
لذلك كان الإقدام على تحقيق هذا الكتاب وإخراجه بالصورة التي يعم بها النفع يحمل الإذن من الله تعالى في تجاوز تلك الموانع والتغلب عليها بالصبر والمتابعة واستيفاء النظر والتأمل والإخلاص في العمل وخلق فرص نجاحه.
فتجاوز ما كان يعرف بالنسخة الوحيدة من هذا النص وما طرأ عليها من أعمال الناسخ بالتصحيف والتحريف والإسقاط والزيادة وغيرها مما كان يبدو في أول الأمر مستحيلا، قد بات بفضل الله أمرا ممكنا، مع تتابع العمل والإصرار على ملاحقته:
بالتأمل الطويل أولا. فقد مرت عليّ أيام وأنا أراود في هذا النص بيتا شعريا أو جملة نثرية استعصت صياغتهما الواردة في الأصل أن تستقيم. فأقلب احتمالاتهما وأستوفي ما يحضر فيهما من لغة وصرف وتركيب وبلاغة.
وبالاستفادة ثانيا من المصادر والمراجع والعودة إليها مرات متعددة لما يمكن أن تحمله من حل لغز الخفاء في النص أو ترجح الصواب في صيغة من صيغه.
وقد استقام النص في النهاية بفضل الله، والله يؤتي الفضل من يشاء، ليغيب عنه البياض، وينجاب عنه ظلام التحريف والتصحيف والإسقاط والزيادة، فيصبح في وضع ينفع فيه الناس وتستجيب مواده للقراءة والاستفادة.
وما كان ليتم هذا التحقيق وبهذه الصورة لولا مجهود الذين سبقوا بالعمل فيه.
فأعمال الفقيه سيدي محمد بوخبزة، والأستاذ المنوني والأستاذ المرحوم بنتاويت التطواني، كانت خطوات مرحلية لا بد منها لتجاوز ما تسلط على هذا النص من موانع الإرجاف والتهويل والتخويف. فلهم الفضل في اقتحام موانع هذا النص ورسم معالم الطريق نحو إحيائه بالتخريج والتحقيق. وإنه بإحياء هذا الكتاب وتهيئه للقراءة