الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ المطَر الذي هو نِعْمة ورَحْمة قد يَكون نِقْمةً وعَذابًا؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{سَيْلَ الْعَرِمِ}، فإن السَّيْل في الأصل الذي هو اجتِماع المطَر حتى يَتدَفَّق، الأصل أَنه خَيْر كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (٢٧)} [السجدة: ٢٧]، وهذا خَيْر، ولكنه أحيانًا يَكون عذابًا.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بَيان ضَلال أُولئك القومِ الذين إذا أَصابَتْهم مِثْلُ هذه المَصائِبِ من الفَيضانات وما أَشبَهَها لم يَتَأثَّروا لذلك، ويَقولون: هذا مُقتَضى الطبيعة. فإن هذه الفَيَضاناتِ التي تُدمِّر إنما هي عُقوبة من الله؛ ليَبْتَلِيَ بها أُولَئِك المُعذَّبين، وَيرتَدِع بها مَن كان على شاكِلَتِهم.