قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{لِيَجْزِيَ} فِيهَا]، الضمير يَعود على الساعة.
وقوله تعالى:{لِيَجْزِيَ} اللَّام هنا للتَّعليل، وقد علِمْنا من قَواعِد اللُّغة العربية أن حُروف الجرِّ لا بُدَّ لها من مُتعلَّق، ومُتعَلَّق هذه اللَّامِ قولُه سُبحَانَهُ وَتَعَالى:{لَتَأْتِيَنَّكُمْ} أي: (لتَأْتِيَنَكم ليَجزِيَ الذين) فهذه اللَّام للتعليل، وهي مُتعلِّقة بقَوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى:{لَتَأْتِيَنَّكُمْ} و (يَجْزِيَ) بمَعنى: يُكافِئ أو يُثيب، والفاعِل هو الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى.
وقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[فِيهَا] أَشار المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ بقَوْله: [فِيهَا] إلى أن الجارَّ والمَجرور مُتعَلِّق بـ {لَتَأْتِيَنَّكُمْ}؛ لأنَّ الضمير (فِيهَا) يَعود على الساعةِ.
وقوله تعالى:{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: {آمَنُوا} بالقَلْب، {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بالجوارِح، والإيمان إذا أُطلِق: شمِل أعمال الجوارِح الظاهِرة، وكذلك العمَل إذا أُطلِق: يَشمَل الإيمان بالقَلْب؛ لأنَّ الإيمان بالقَلْب من أعمال القُلوب، فإذا قُرِنَا جميعًا صار الإيمان في القَلْب والعمَل في الجوارِح، فالإيمان سِرٌّ والعمَلُ عَلانية.