قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَيَقُولُونَ} يَعني: المُكذّبين للرسول - صَلَّى الله عليه وسلم- الذين تَوَعَّدوا بالعذاب والنَّكال فيقولون مُتَحَدّين ومُستَبعِدين ومُنكِرين:{مَتَى هَذَا الْوَعْدُ}: {مَتَى} اسمُ استِفْهام المُرادُ به الإِنْكار والتَّحدِّي.
وقوله:{الْوَعْدُ} أي: بالعَذاب الذي وَعَدْتمُونا به، ويُحتَمَل أن يَكون {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} بالنَّصْر لكم؛ لأنَّ المَعروفَ أنَّ الوَعْد بالخيْر وبالشَّرِّ وَعيد، ولكن قد يُقال: إن الوعيدَ لهؤلاء الكُفَّارِ هو بالنّسبة للمُؤمِنين مَعدوم {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ} بالعَذاب {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فيه، يَعنِي: إن كُنْتم صادِقين بما تَقولون من أنَّ العَذاب سيَحِلُّ بنا وسنُعاقَب، والصِّدْق: هو الإِخْبار بما يُوافِق الواقِع، والكَذِب: الإِخْبار بما يُخالِف الواقِع، فإذا قلتَ:(قدِم زَيْد البلَد) ولم يَكُن قدِمَ فهو كذِب؛ لأنَّه خِلاف للواقِع، وإذا قلتَ:(قدِمَ زيد البَلَد) وقد قدِم فهو صِدْق؛ لمُوافَقة الواقِع، فيقولون: إن كُنْتم صادِقين فمتى يَكون هذا؟