قوله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا}[الْقُرْآنِ]{بَيِّنَاتٍ}[وَاضِحَاتٍ بِلِسَانِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -]{قَالُوا} هذه الجُملةَ الشَّرْطيةَ وهي {وَإِذَا}، وفِعْل الشَّرْط {تُتْلَى} جوابُه {مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ}.
وقولهم:{مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ}: {مَا} نافِية، وهنا لم تَعمَل لانتِقاض النَّفيِ، وقد قال ابنُ مالِك رَحِمَهُ اللهُ في أَلْفيته:
وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} الإظهار في مَوضِع الإِضْمار له فائِدة دائِمة مُستَمِرَّة وهي التَّنبيهُ، وفائدةٌ خاصَّة في كل سِياق بحَسَبه، فهنا يُقصَد بها التَّعميم، يَعنِي: للذين ظَلَموا من هؤلاء وغيرهم، والإشارة إلى سبَب الحُكْم وهو قوله تعالى:{ذُوقُوا} للذين ظلَموا {عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}، والتَّعميم