وقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ:{وَ} اذْكُرْ {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا}] اذْكُرْ قَدَّرها المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ؛ لأنَّ (إِذْ) ظَرْف، والظَّرْف كالجارِّ والمَجرور لا بُدَّ له من مُتعَلَّق، وهذا المُتعَلَّق يَكون مَذكورًا وَيكون مُقدَّرًا، فقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ}[الأنعام: ٩٣] لعامِل مَذكور: ترى، وليس محَذوفًا، وفي قوله عَزَّ وَجَلَّ:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ}[الأنفال: ٥٠]، العامِل هُنا مَذكور، وقد يُحذَف، وهو كثير في القُرآن.
وهنا عامِل {يَوْمَ} مَحذوف، واذْكُرْ:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} اذْكُرْ ذلك اليَوْمَ تَحذيرًا منه وتَخويفًا؛ لأنَّ هذا اليَوْمَ يوم عظيم.
وقوله عَزَّ وَجَلَّ:{يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} أي: يَجمَعهم، و {جَمِيعًا} حال من الهاء في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {يَحْشُرُهُمْ}، ومتى يَكون ذلك؟ قال الله تعالى:{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}[التغابن: ٩] يَكون هذا يومَ القِيامة، يَحشُر الله تعالى الأوَّلين والآخِرين.