وقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:{ذَلِكَ}[التَّبْدِيلُ]{جَزَيْنَاهُمْ}، ولو قال رَحِمَهُ اللَّهُ: ذلك التَّبديلُ وإرسالُ السَّيْل. لكان أعَمَّ وأَشمَلَ، أو لو قال: ذلك المَذكورُ. لكانَ أَشمَلَ، {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}.
وقوله:{وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}: قال رحمه الله: [(وهَلْ يجازي إلَّا الكَفُورَ)، بالياء والنُّون مع كَسْر الزاي ونصب (الكَفورَ)، أي: ما يُناقَش إلَّا هو]، ففي قوله تعالى:{وَهَلْ نُجَازِي} قِراءَتان {نُجَازِي}، وعلى هذه القِراءةِ يَجِب نَصْب (الكَفور) على أنها مَفعول به، والقِراءة الثانية "يُجَازَى" وعليه تُرفَع (الكَفور) على أنها نائِب فاعِل، والاستِفهام هنا بمَعنى النَّفْي؛ لأنه عُقِّب بـ (إلَّا)، فيَكون:{وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} أي: ما نُجازِي إلَّا الكَفورَ، والمُجازاة هنا بمَعنَى: المُناقَشة، أو بمَعنَى: المُكافَأَة على الفِعْل، والكَفور صيغة مُبالغة؛ أي: ذو الكُفْر بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.