وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} مثل عادٍ وثَمودَ وفِرعونَ وأَصحابِ الأَيْكةِ وكثير، وهَؤلاءِ المُكذِّبون السابِقون أشَدُّ قوَّةً من هؤلاء وأكثَرُ أموالًا وأولادًا، قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا}[التوبة: ٦٩]، فالآياتُ في هذا تَدُلُّ على أنَّ الذين كذَّبوا الرُّسُل السابِقين كانوا أَعظَمَ من الذين كذَّبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في قوَّة الأَجْسام، وكَثْرة الأموال، وكَثْرة البَنين.
وهل أَغنَى ذلك عنهم شيئًا؟ لا لم يُغنِ عنهم شيئًا؛ ولهذا قال الله عَزَّ وَجَلَّ:{فَكَذَّبُوا رُسُلِي} [إِلَيْهِمْ {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} إِنْكَارِي عَلَيْهِمْ بِالْعُقُوبَةِ وَالْإِهْلَاكِ]، يَعنِي: أن هَؤلاءِ السَّابِقين كذَّبوا رُسُل الله تعالى فماذا حصَل؟
الجوابُ: حصَل عليهم إنكار الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالتَّعذيب والإِهْلاك، لم يُقِرَّهم