الْفَائِدَة الأُولَى: بيانُ ما عِند المَلائِكة عليهم الصلاة والسلام من تَعظيم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، حيث قالوا:{سُبْحَانَكَ} أي: تَنزيهًا عن أن يَكون لك شريك، لا مِنَّا ولا من غَيرِنا.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: إثباتُ رُبوبية الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للمَلائِكة، حيث قالوا:{أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات الجِنِّ؛ لقوله تعالى:{بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} والجِنُّ عالَمٌ غَيْبيٌّ مخَلوق من نار وفيهم المُؤمِن والكافِر والمُطيع والعاصِي، كما في سُورة الجِنِّ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: وُجوب الكُفْر بعِبادة الجِنِّ؛ لقوله تعالى:{أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}، وأمَّا الإيمان بوُجودهم فهو واجِب؛ لكن الإيمان بأن لهم حقا في العبودية هذا منكر، وهو المراد بقوله:{أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}، ومن هنا نعرف أن ما جاء في كتاب في كتاب التوحيد -واستشكله بعضهم-؛ أنَّ المُصدِّق بالسِّحْر لا يَدخُل الجَنَّة مع أن السِّحْر حقيقة، والتَّصديق به أَمْر واقِعيٌ، لكن المُراد التَّصديق به يَعنِي مُمارَسته والإيمان به أي: بما يَنتُج عنه بحيث يُمارِسه الإنسان بنَفْسه، وأمَّا التصديق بأن السِّحْر له آثار فهذا أمْر لا يُمكِن إِنْكارُه.