وقوله - سبحانه وتعالى -: {فَزِعُوا} فِعل ماضٍ مُقتَرِن بواو الجماعةِ، وعَبَّر - سبحانه وتعالى - بالماضِي عن المُستَقبَل، ومن التَّعبير بالماضِي عن المُستَقبَل قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١)} [النحل: ١]، وهذه صريحة؛ لأنه لو كان قد وقَعَ ما قال فلا تَستعجِلوه.
وشاع في ذا البابِ إِسْقاط الخبَرِ يَعنِي: كثُرَ إذا المُراد مع سُقوطه ظهر.
وقوله تعالى:{فَلَا فَوْتَ} أي: فلا فَوْتَ لهم، وهذا يَعنِي أن حَذْف الخبَر في مِثْل هذا التركيبِ أبلَغ.
قوله تعالى:{فَلَا فَوْتَ} يَعنِي: ما في أبدًا فواتٌ، لو قُلْت: فلا فوتَ لهم. لكان أرَقَّ، أمَّا:{فَلَا فَوْتَ} فهي أشَدُّ وَقعًا.
وقول المُفَسّر -رحمه الله -: {فَلَا فَوْتَ} لَهم مِنَّا، أَيْ: لَا يَفُوتُونَنَا] {وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}: {وَأُخِذُوا} مَعطوفة على {فَزِعُوا} يَعنِي: أنهم يَفزَعون ويُؤخَذون من مكان قريب، يُؤخَذون بالعَذاب من مكان قريب، قال المُفَسر - عز وجل -: هي [القُبُور] وهذا احتِمالٌ بلا شَك أنها القُبور؛ لأنهم يَخرُجون من حين ما يَخرُجون يَجِدون