للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمَّا أن تُهدِيَ إليه هذا الشيءَ تَتَقرَّب إليه بذلك فهذا ضِدُّ ما تُريد وهو نَوْعٌ من الاستِهْزاء بهذا المُكرَم أو المُعظَّم.

إِذَنِ: الأَعْمالُ الصالحِاتُ؛ هي التي جَمَعت بين شَرْطين: الإخلاصُ لله تعالى، والمُتابَعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.

ويُوجَد بعض الأَعْمال ممَّا يُكرَه في الشَّرْع لكن الإنسان يَطمَئِنُّ إليه وَيرتاح له.

فنَقول: لا تَغتَرَّ بهذه الراحةِ وهذه الطُّمَأْنينةِ؛ فإنَّ ذلك مِن تَزيين الشَّيْطان، وعُبَّاد الأصنام الذين جعَلوها شُفَعاءَ لهم عند الله تعالى يَرتاحون لهذا، وَيرَوْن أنها واسِطة بينهم وبين الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، ومع ذلك فهي من الشِّرْك.

مِثالُ هذا: يُوجَد بعض الناس يُغمِض عَيْنَيه في الصلاة، وَيقول: إنَّ ذلك أَدْعى للخُشوع، فهذا من تَزْيِين الشَّيْطان؛ لأنَّ تَغميض العَيْن في الصلاة لغير سبَب مَكروهٌ وخِلافُ هَدْيِ النبيِّ عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فالنبيُّ عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كان لا يُغمِض عَيْنيه، ولكنه: إمَّا أن يَنظُر إلى مَوْضِع سُجوده أو إلى تِلقاءَ وَجْهه، أمَّا أنَّه يُغمِض عَيْنيه فهذا خِلاف السُّنَّة، ولهذا كرِهَه الفُقَهاءُ رَحمهم اللهُ.

نعَمْ، لو كان هناك سببٌ للتَّغميض كما لو كان أَمامَك شيء يُجهِر عَيْنيك، أو نُقوش تَشغَلُك فهنا التَّغميض لسبَبٍ، لا للتَّقرُّب به إلى الله تعالى، ولكن لدَفْع ما يُشوِّش عليك.

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} هذه جُمْلة استِئْنافية لبيان جَزائهم؛ لأنَّ قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} مبهَم فبَيَن هذا الجزاءَ بقوله تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، والإشارة في قوله عزّ وجَلَّ:

<<  <   >  >>