للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشربنا من ماءٍ زمزم ندبْ ... للدين والدنيا وكلِّ ما طُلِبْ

كالعلمِ والنكاحِ أيضاً والشِّفا ... وأن نزورَ بعدُ قبرَ المصطفى

صلى عليه ربُّنا وسلّما ... وآله وصحبه وكرَّما

لم أقتصرْ في هذا الكتاب على ما فاتني في سابقه، وإنما جعلت منه سفراً متكاملاً ومستقلاً عن قرينه في كل شيء، غير أني سلكت مسلك الاختصار فيما سبق لي تغطيته مفصلاً هناك، ثم زدتُ هنا فوائد لم يكتبْ لي المولى تدوينها في «الركن الخامس» من نحو المسائل التي بحثَتها المجامع الفقهية وأصدرت فيها قراراتها بعد أن تعددت فيها آراء الناس وتضاربت، فذكرت كل قرار بنصه، ونسبته إلى المكان والتاريخ الذي صدر فيه توثيقاً مني لمادته، مما جعل العمل في هذا الكتاب مكملاً لما فات مع الكثير من التوفيق والخصوصية.

هذا التصنيف لا يلغي الحاجة إلى مؤلفين معاصرين كنت طوال السنوات المنصرمة أعتمد ما دونوه مرجعاً مزدوجاً لشخصي، ولحجاجي، على حد سواء، من أمثال من صرحت بفضلهم في الحاشية، إلا أن الموضوع الذي تناولته في هذين الكتابين، هو قفزة رائدة ـ فيما أعتقد ـ في خطة بحث أكثر شمولية، وذات مقاصد وغايات عديدة، إلى جانب الغوص في الأعماق لسبر أغوار المقاصد الحضارية لرسالة الحج القديمة قدم الإنسان، الباقية مع بقاء نبض الحياة في تاريخ البشر، فهي انعكاس لمعجزة القرآن خاصة، ومعجزة الإسلام عامة، الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تنفد كنوزه ولآلئه.

ومع كل خطوة خطوتها كنت ولا أزال أعترف بالفضل لأهله من أُمناء هذه الأمة الذين نذروا حياتهم شمعة تذوب ليحيا الإسلام، لم أستثنِ أحداً من

<<  <   >  >>