بوسيلة النسخ غير المشروع لإضافة المصداقية على شخصه، وهو الذي يفتقد إلى أيّ جهة علمية رسمية أو غير رسمية توثيق لنا علمه (١).
بدأت في هذه المهمة ـ بعد أن استشرت واستخرت الله تعالى ـ فعكفت على الحديث الطويل الذي يروي به جابر - رضي الله عنه - أحداث حجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرحلة إثر مرحلة، ومحطة تلو أُخرى، من المدينة إلى الميقات، إلى مكة، إلى المشاعر، إلى طواف الوداع، وهي دراسة لا تعتمد الأسلوب التقليدي في تقسيم المناسك إلى أركان وواجبات وآداب، فسرتُ على بركة الله أقطف من ثمار جهابذة العلماء الذين تلقتهم الأمة بالقبول قرابة ثلاث سنين، فلما أُنجز العمل بتوفيق ربي وعنايته، فوجئت بأنّ مصنَّف «الركن الخامس» يخلو من أبحاث رئيسة لم يتناولها جابر في روايته من نحو محرمات الإحرام، ومباحث الكفارات، فانشرح الصدر مرة أخرى لمتابعة البحث في كتاب آخر من خلال ما نظمه العلامة العمريطي في نهاية التدريب في نظم غاية التقريب في فقه السادة، فاخترت لك منها نظم كتاب الحج الذي يبدأ بقوله:
(كل أمرى فملزم كما أُمِرْ ... بأن يحج مرة ويعتمرْ)
وانتهى بقوله:
(١) بالتأكيد لم أتحدث بكلمتي السابقة عن كتاب معاصرين لهم مصداقيتهم العلمية، من المعاهد أو الجامعات الشرعية سواء منهم من انتمى إلى سلك خدمة ضيوف الرحمن المباشر أو لم ينتم، وفي مقدمة أولئكم فضيلة أستاذنا الدكتور نور الدين عتر، وأستاذنا الدكتور توفيق رمضان البوطي، وأُستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي حفظهم الله تعالى، ونفعنا بهم وبعلومهم آمين، فهؤلاء وأمثالهم لا غنى لأحد عن مصنفاتهم المفيدة، وسمعتهم العلمية التي طارت بالآفاق، وعدالتهم التي هي كنزٌ نادر نفتقده اليوم في شريحة من المسلمين تتصدى للدعوة والعلم دون أن تمتلك أدواته ومرتكزاته.