للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج إلى البيت العتيق، بسبب اختلافهم في الزمن الذي خرجت فيه أدلة فرض الحج على هذه الأمة، لذلك آل الأمر إلى الاجتهاد في تحديد عام الوجوب بواسطة القرائن:

بداية: المشهور عند عامة الفقهاء أنه فرض بعد الهجرة، لكن متى؟

القول الأول: أنه فرض في السنة الخامسة من الهجرة، وهو ماجرم به الرافعي في الكلام على أن الحج على التراخي (١).

القول الثاني: أنه في السنة الثانية للهجرة. قال العلامة الشربيني: «وصححاه في كتاب السير، ونقله في المجموع عن الأصحاب، وهذا هو المشهور».

القول الثالث: أنه في السنة الثامنة منه. حكاه في الأحكام السلطانية.

القول الرابع: أن فرضه وقع في السنة التاسعة، كذا حكاه في الروضة، وصححه القاضي عياض.

هذه خلاصة أقوال العلماء في زمن مشروعية الحج (٢) لكن القول الأخير منها هو ما رجحه أُستاذنا االدكتور مصطفى ديب البغا وكذلك أُستاذنا الدكتور وهبة الزحيلي ـ حفظهما الله تعالى.

قال فضيلة الشيخ د. مصطفى البغا: «لعل أرجح ما قيل في تحديد الزمن الذي شرع فيه الحج والعمرة أنه العام التاسع من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، بدليل قوله


(١) هذه الأقوال نقلاً عن نفس المرجع والجزء والصفحة.
(٢) ثمة قول أخر وهوأن الحج فرض في السنة العاشرة، قال العلامة الخطيب الشربيني: قيل في العاشرة قال بعضهم: وهوغلط. انظر المرجع والجزء والصفحة.

<<  <   >  >>