للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالاستطاعة المالية التي لا يتحقق الركن الخامس بغيابها. لا بل بلغ بالعمق الحضاري بديننا الحنيف أن ربط الراحلة التي اشترطها بهذه الرحلة المباركة بما يصلح لمثل الحاج في مكانته وهيئته. فلم يشترط أي راحلة يستطيعها الناس بإمكانياتهم المادية المحدودة، ولهم مقام ونظرة احترام خاصة في مجتمعاتهم، لذلك قال العلامة الشربيني: من شرط الاستطاعة وجود الراحلة الصالحة لمثله .. (١).

ولم يشترطوا فيها الشراء كما ذكرتُ لك، كما لم ينحوا في ذلك المنحى المادي الضيق الذي يجعل مقامات الناس حسب أرصدتهم المالية في البنوك، وإنما جعل الصالح لمثل هذا الشخص الذي لا تهتك به حرمة كرامته ولو كان فقيراً ليس بحوزته شيء، كما لو كان من أهل العلم والجاه أو الصلاح أو الجهاد والفتوحات.

ومن الاستطاعة أمن الطريق جواُ أو بحراً أوبراً. فلو خاف على نفسه أو ماله سَبُعاً من سباع الأرض، أوعدوّاً يتربص به، أو رَصَدياً يقطع عليه الطريق، ولا طريق له سواه لم يجب الحج (٢).

ويشترط في المرأة أن يخرج معها زوج أو محرم أو نسوة ثقات، كما يلزمها أجرة المحرم إذا لم يخرج إلّا بها (٣).

والأعمى يجب عليه الحج والعمرة إن وجد قائداً يقوده ويهديه عند نزوله ويركبه عند ركوبه (٤).


(١) مغني المحتاج للعلامة الشربيني جـ ١ صـ ٤٦٣.
(٢) نفس المرجع والجزء صـ ٤٦٥.
(٣) تهذيب تحفة الحبيب ... للعلامة الحجازي الفشني صـ ٢٠٠.
(٤) مغني المحتاج للعلامة الشربيني جـ ١ صـ ٤٦٨.

<<  <   >  >>