للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلت: ـ أي عمر: ألسنا على الحق وعدوّنا على الباطل؟ (١)

قال: بلى.

قلت فلم نعطي الدنيَّة في ديننا إذاً.

قال: إني رسول الله، ولست أعصيه وهو ناصري (٢).

قلتُ: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به (٣).

قال: بلى، فأخبرتك أنّا نأتيه العام؟ (٤).

قال عمر: قلت: لا.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فإنّكَ آتيه، ومطوّف به (٥).

قال عمر: فأتيت أبا بكر (٦) فقلتُ: يا أبا بكر، أوليس هذا نبيَّ الله حقاً.


(١) وزاد في رواية: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ فعلام نعطي الدنيّة في ديننا، ونرجع ولم يحكم الله بيننا؟ فقال: يا ابن الخطاب إني رسول الله، ولن يضيعني الله. فرجع متغيظاً، فلم يصبر حتى جاء أبا بكر. وأخرج البزار من حديث عمر نفسه مختصراً، ولفظه، وقال عمر: «اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأي، وما ألوت عن الحق». وفيه قال: فرضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبَيتُ، حتى قال لي: «يا عمر تراني رضيتُ وتأبى». انظر المرجع والجزء والصفحة.
(٢) هذا ظاهر في أن تصرفات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك كانت تدور وفق الوحي الإلهي.
(٣) وفي رواية ابن إسحاق أن الصحابة ما كانوا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون.
(٤) بتقدير همزة الاستفهام أي: أفأخبرتُك.
(٥) عند الواقدي أن النبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان رأى في منامه قبل أن يعتمر أنه دخل وهووأصحابه البيت، فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم.
(٦) لم يذكر سيدنا عمر بن الخطاب أنه راجع أحداً غير سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وذلك لجلالة قدر الصديق، وسعة علمه عنده. قال في فتح الباري جـ ٥ صـ ٤٢٤: وفي جواب أبي بكر لعمر بنظير =

<<  <   >  >>