لا تركنن إلى الثياب الفاخرة ... واذكر عظامك حين تبلى ناخرة
وإذا رأيتَ زخارف الدنيا فقلْ ... لبّيك إن العيش عيش الآخرهْ
وبالجملة يسن الإكثار من التلبية في دوام الإحرام، لكن لا تسن في الطواف ولا في السعي؛ لأن لهما أذكاراً خاصة، كما لا تسن عند الرمي؛ لأنّ ذكره التكبير، وعند الرمي تنتهي التلبية.
ويسن في ذكرها رفع الصوت للرجل، ويلحق به الصبي، بشرط أن لايجهد نفسه، ولا يؤذي غيره.
ومن لم يحسن العربية أتى بها بأي لغة يحسنها، مع جواز أن يأتي بها مترجمة، وهو قادر على التلفظ بها باللغة العربية (١).
وإذا فرغ من التلبية الأولى ثلاث مرات صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة كانت، لكن الصلوات الإبراهيمية هي الأفضل، ويسن أن يكون صوته بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وما بعدها أخفض من صوته بالتلبية.
كما يسن أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، بأن يقول:
اللهمّ إني أسالك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار.
(١) التلبية عند الحنفية لها كلمات محددة لا يجوز أن يخل بشيء من كلماتها، فإن زاد فلا بأس. قال العلامة الشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني في اللباب في شرح الكتاب صـ ١٨١: «فإن كان مفرداً الإحرام بالحج نوى بتلبية الحج، لأنه عبادة، والأعمال بالنيات، والتلبية أن يقول: لبيك، اللهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك. وهي المنقولة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينبغي أن يخلَّ بشيء من هذه الكلمات؛ لأنه هو المنقول باتفاق الرواة فلا ينقص عنه، فإن زاد فيها أي عليها بعد الإتيان بها جاز بلا كراهة أما في خلالها فيكره، كما في الدرر وغيره».