للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنكاح جديد، ويقال بل ردّها بالنكاح الأوّل بعد سنتين، وقيل قبل انقضاء العدة، وكان ذلك في المحرم سنة سبع من الهجرة.

ولما أسلم أبو العاص أتى مكة ثم رجع إلى المدينة، فكان بها، فلما فتحت مكة أقام بها ولم يقاتل مع النبى صلّى الله عليه وسلّم، وتوفى سنة اثنتى عشرة، وأوصى إلى الزبير ابن العوام وهو ابن خاله. وكان لأبى العاص بن الربيع من زينب: عليّ وأمامة؛ فأما عليّ فمات وهو غلام، ولم يعقب، وأما أمامة فتزوجها علي بن أبى طالب بعد وفاة فاطمة رضى الله تعالى عنها فولدت له محمدا الأوسط «١» ، وقتل رضى الله عنه وهى عنده، فحملها ابن همها عبد الرحمن بن محمد إلى المدينة، وكتب معاوية رضى الله عنه إلى مروان بن الحكم يأمره أن يخطبها عليه، ففعل، فجعلت أمرها إلى المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وهو الذى كان الحسين بن علي استخلفه على الكوفة حين سار إلى المدائن، فأشهد المغيرة عليها برضاها بكل ما يصنع، فلما استوثق منها قال: «قد تزوجتها وأصدقتها أربعمائة دينار» فكتب مروان بذلك إلى معاوية، فكتب إليه: هى أملك بنفسها فدعها وما اختارت «٢» . ثم إنه بعد ذلك سيّر المغيرة إلى الصفراء فمات وماتت بالصفراء، وولدت للمغيرة ولدا اسمه يحيى كان يكنى به ولم يعقب، وتوفيت زينب بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ثمان من الهجرة بالمدينة، وصلّى عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونزل في قبرها ومعه أبو العاص، وجعل لها نعشا، فكانت أوّل من اتّخذ لها النعش، والتى أشارت باتخاذه أسماء بنت عميس، رأته بالحبشة وهى مع زوجها جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه.

* وولدت خديجة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم رقيّة (وهى أكبر بناته بعد زينب) ، تزوجها عتبة بن أبى لهب، فلما نزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ قالت أمه (أم جميل) حَمَّالَةَ الْحَطَبِ: «هجانا محمد» ، وعزمت على ابنها عتبة أن يطلّق رقية، وعزم عليه أبوه أيضا، ففعل. فزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عثمان بن عفان


(١) فى الأصل «محمد بن الحنفية» وهو خطأ واضح؛ قال المسعودى في مروج الذهب: محمد بن الحنفية، هو: محمد بن علي بن أبى طالب، وأمه خوله بنت إياس (من بنى حنيفة) وقيل ابنة جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفي. اهـ. ملخصا والله تعالى أعلم.
(٢) رواه الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلى رضى الله عنه.