للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوصف بذكورة ولا أنوثة، كالملائكة) فحمل عليه فانطلق به جبريل عليه السلام حتّى أتى السماء الدنيا فاستفتح «١» ، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل:

ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به فنعم المجيء جاء ... » «٢» الحديث بطوله، ورأى الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم وصلّى بهم.

واختلف في صلاته) ليلة الإسراء بالأنبياء، قيل: قبل عروجه، وقيل: بعده، والأوّل استظهره ابن حجر، وصحّح «٣» الثانى ابن كثير، قال بعضهم: ولا مانع من أنه صلّى الله عليه وسلّم صلّى بهم قبل العروج وبعده. وكانت صلاته بهم ركعتين، والظاهر أنها كانت فريضة «٤» ؛ لأنها كانت بأذان وإقامة، وهل كانت بالفاتحة أو غيرها؟

لم يثبت ذلك. وفي «الإتقان» (٥) ما يفيد أنه قرأ فيها بأم القران.

قال النووي: واختلف في هذه الصلاة، فقيل: إنها اللغوية، وهى الدعاء والذكر، وقيل: الصلاة المعهودة، وهذا أصح؛ لأن اللفظ يحمل على الحقيقة الشرعية قبل اللغوية، وإنما يحمل على اللغوية إذا تعذّر حمله على الشرعية، ولم يتعذر هنا، فوجب الحمل على الصلاة الشرعية. وهل صلّى بأرواحهم متشكلة بصور أجسادهم، أو هى وأجسادهم؟ احتمالان. وفي الحديث ما يدلّ لكل منهما.

وأما ما راه في السماوات؛ فأرواحهم متشكلة بصور أجسادهم إلا عيسى وإدريس، وصلّى أيضا بالملائكة عند سدرة المنتهي، ورأى من ايات ربه الكبري، ثم دنا فتدلّي، فكان قاب قوسين أو أدني، فأوحى إلى عبده ما أوحي.

قال أبو بكر: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن قوله فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى

(١٠) [النجم: ١٠] ؟ قال: «فقال الله عز وجل: «لولا أنى أحب العتاب لم أحاسب أمتك» . قال: وذكر عن أمتى خصالا:

أولها: قال: لم أكلفهم عمل الغد، وهم يطلبون منى رزق الغد.


(١) أى طلب فتح الأبواب.
(٢) الحديث طويل ومروى في كتب الصحاح.
(٣) عدّه صحيحا.
(٤) أى من الفرائض لا من النوافل.